الرئيسية » اللؤلؤة الداعية » 9 فتاوى في حكم التصويت في الإنتخابات

9 فتاوى في حكم التصويت في الإنتخابات

نشره : عصام بوافي

9 فتاوى لكبار العلماء و المراجع العلمية حول حكم التصويت في الإنتخابات

9 فتاوى لكبار العلماء و المراجع العلمية حول حكم التصويت في الإنتخابات على الأخف ضررا و الأجلب للمصلحة (حتى لا نسمع تكفيرا أو تفسيقا لأحد):

حكم التصويت في الإنتخابات

الفتوى 1:

الترشح لتأييد الحق وانتخاب من يظن منه تحقيق الممكن من المصلحة ودفع الممكن من المفسدة:

سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن شرعية الترشيح لمجلس الشعب (البرلمان)، وحكم الإسلام في استخراج بطاقة انتخابات بنية انتخاب الدعاة والإخوة المتدينين لدخول المجلس؟ فأجاب: “إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى“؛ لذا فلا حرجَ في الالتحاقِ بمجلسِ الشعبِ إذا كان المقصود من ذلك تأييد الحق، وعدم الموافقة على الباطل، لما في ذلك من نصر الحق، والانضمام إلى الدُعاة إلى الله.

كما أنه لا حَرَجَ كذلك في استخراج البطاقة التي يُستعان بها على انتخابِ الدُعاة الصالحين، وتأييد الحق وأهله، والله الموفق، ونسأله سبحانه وتعالى أن يوفق المسلمين لما فيه صلاحهم.

أما انتخاب غير المسلمين فلا يجوز؛ لأن ذلك يعني منه الثقة والولاء، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 57 ].

والذي يجب عليكم أن تختاروا وتنتخبوا أكثر المرشحين المسلمين جدارة وكفاءة، ومن يتوسم فيه أن يحقق للمسلمين مصالح أكثر، ويدفع عنهم ما استطاع دفعه من المضار“اهـ

مصدر الفتوى:

مجلة المجتمع الكويتية الصادرة بتاريخ 23 / 05 / 1989 م

مجلة لواء الإسلام العدد الثالث ذو القعدة سنة 1409هـ، يونيو سنة 1989م.

ونقلها عن المجلة الشيخ مناع القطان في كتابه [معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية]

الفتوى 2:

وجوب ترشح وانتخاب أهل الخير في مقابل غيرهم من أهل الشر والسلبيين وإن كان ذلك في إطار نظام يخالف الشرع:

سئل الشيخ محمد ابن عثيمين في أحد لقاءات الباب المفتوح –ومن صوته أنقل- السؤال التالي:

“ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت؟

علما أن أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم.

وأيضا ما حكم الانتخابات الفرعية القبلية؟

فأجاب رحمه الله:

“أرى أن الانتخابات واجبة؛ يجب أن نعين من نرى فيه خيرا.

لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟

أهل الشر أو الناس السلبيين اللي ما عندهم لا خير ولا شر، أتباع كل ناعق؛ فلا بد أن نختار من نراه صالحا.

فإذا قال قائل: اخترنا واحدا لكن أغلب المجلس على خلاف ذلك؟

نقول: لا يخالف؛ هذا الواحد إذا جعل الله فيه البركة وقال كلمة الحق في هذا المجلس سيكون لها تأثير ولابد، ولكن ينقصنا الصدق مع الله.

ولذلك أقول: إذا كان في البرلمان عدد قليل من أهل الحق والصواب فسينفعون، لكن عليهم أن يصدقوا الله عز وجل.

بعض الإخوان قالوا: لا تجوز المشاركة؛ لأن الرجل الصالح يجلس إلى الرجل المنحرف!

فنقول له: هل الرجل الصالح جلس لينحرف أو ليقيم المعوج؟؟

نقول: ليقيم المعوج ويعدل منهجه، وإذا لم ينجح هذه المرة نجح في المرة الثانية.

رشح من ترى أنه خير وتوكل على الله” اهـ

وقد كرر عليه بعضهم السؤال، مع شرح ملابسات الدخول إلى هذه المجالس، وحقيقة الدساتير التي تحكم وكيفية اتخاذ القرار؟

فأجابه: “ادخلوها؛ أتتركوها للعلمانيين والفسقة؟؟!“اهـ

وفي لقاء آخر للباب المفتوح:

س 15 – فضيلة الشيخ؛ سائل يقول: هل أفتيتم بجواز الانتخابات؟ وما حكمها؟

ج 15 – نعم أفتينا بذلك؛ ولا بد من هذا؛ لأنه إذا فُقِدَ صوت المسلمين، معناه: تَمَحُّض المجلس لأهل الشر.

وإذا شارك المسلمون في الإنتخابات؛ انتخبوا من يرون أنهم أهل لذلك, فيحصل بهذا خير وبركة”اهـ.

قال الشيخ المنجد وفقه الله في موقعه (الإسلام سؤال وجواب):

.. من رشح نفسه أو رشح غيره في ظل النظام الديمقراطي، حتى يدخل ذلك المجلس وينكر على أهله، ويقيم الحجة عليهم، ويقلل من الشر والفساد بقدر ما يستطيع، وحتى لا يخلو الجو لأهل الفساد والإلحاد يعيثون في الأرض فساداً، ويفسدون دنيا الناس ودينهم؛ فهذا محل اجتهاد حسب المصلحة المتوقعة من ذلك.

بل يرى بعض العلماء أن الدخول في هذه الانتخابات واجب؛
فقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن حكم الانتخابات، فأجاب: “أنا أرى أن الانتخابات واجبة، يجب أن نعين من نرى أن فيه خيراً ..” انتهى باختصار. من “لقاءات الباب المفتوح”.

الفتوى 3:

الضرورة تقدر بقدرها وأن مشروعية الترشح والانتخاب مقيدة بقصد السعي للتمكين للشريعة:

سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

“هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها؟ مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله؟

فأجابوا :

“لا يجوز للمسلم أن يرشح نفسه رجاء أن ينتظم في سلك حكومة تحكم بغير ما أنزل الله، وتعمل بغير شريعة الإسلام، فلا يجوز لمسلم أن ينتخبه أو غيره ممن يعملون في هذه الحكومة.

إلا إذا كان من رشح نفسه من المسلمين ومن ينتخبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام، واتخذوا ذلك وسيلة إلى التغلب على نظام الحكم. على ألا يعمل من رشح نفسه بعد تمام الدخول إلا في مناصب لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية”.

الشيخ عبد العزيز بن باز

الشيخ عبد الرزاق عفيفي

الشيخ عبد الله بن غديان

الشيخ عبد الله بن قعود

“فتاوى اللجنة الدائمة” (23 / 406 – 407)

الفتوى 4:

التصويت تخفيفا للشر:

قال الشيخ الألباني بعد أن بين المنهاج الصحيح والأكمل لتحقيق الإصلاح، ورأيه في أن الترشح في البرلمان لن يحقق الإصلاح المنشود؛ قال رحمه الله:

“ولكن لا أرى ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشحين من يعادي الإسلام، وفيهم مرشحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج، فننصح -والحالة هذه- كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين فقط ومن هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح الذي تقدم بيانه”. [مجلة الأصالة (ع: 4 ص: 20)]

وقال رحمه الله في فتوى مسجلة سمعيا ضمن سلسلة الهدى والنور (ومن صوته أنقل):

“يجب علينا أن نختار من الذين نزلوا إلى ساحة الانتخابات؛ الأصلح، ولا نفسح المجال لدخول الشيوعييين والبعثيين والدهريين والزنادقة ونحو ذلك”اهـ

الفتوى 5:

مشروعية خروج المرأة للتصويت:

سئل الشيخ الألباني: “ما حكم خروج النساء للانتخابات؟”

فأجاب: “يجوز للنساء الخروج بالشرط المعروف في حقهن وهو أن يتجلببن الجلباب الشرعي، وأن لا يختلطن بالرجال، هذا أولا.

ثم أن ينتخبن من هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى“. [مجلة الأصالة (ع: 4 ص: 21)]

الفتوى 6:

مشروعية الترشح والانتخاب لتحقيق القدر الممكن من الخير ولو كان يسيرا، ولو كانت الانتخابات في بلد إسلامي محتل، وضرورة تصحيح النية:

جرى بين سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وفقه الله (مفتي المملكة العربية السعودية)؛ وأحد المستفتين له في برنامج “مع سماحة المفتي” على قناة المجد؛ الحوار التالي (من صوته وصورته أنقل):

يا شيخ؛ قلت قبل قليل بخصوص الانتخابات العراقية أنه يجب على أهل السنة المشاركة فيها؛ فهل تجوز هذه الانتخابات والأمريكان موجودين؟

أجاب الشيخ: أهل السنة والجماعة، أهل الخير والأفكار السليمة والنوايا الصادقة، إذا تقوقعوا في بيوتهم وتركوا الأمور يلعب بها من شاء لا نستفيد شيئا.

الإنسان لا يدخل على أنه سيحقق كل شيء، وإنما يدخل على أنه سيساهم في الخير جهده، ورحم الله من نصر الإسلام ولو بشق كلمة.

المسلم الصادق قد يقف أمام آلاف من غير الصادقين؛ القضية ترجع إلى نيته الصادقة، وإذا كان هدفه الإصلاح ويعلم الله أنه ما دخل إلا ليصلح ويحسن الوضع ويسدد؛ فمعه توفيق الله.

أما ما سوى ذلك فلا ينبغي أن يكون عائقا؛ نحن نشارك ونسهم في الخير ونسعى جهدنا في أن نحقق انتخابا سليما، وأن يكون لأهل الخير والصلاح والنوايا الصادقة والأفكار الطيبة؛ وجود، حتى لا يفسحوا المجال لغيرهم.

فإذا تخلوا وفسحوا المجال لغيرهم؛ لن يستطيعوا أن يمسكوا بالأمور بل سيضيعون وسيُهمّشون، ولن يكون لهم أي صوت معروف.

قال السائل: طيب توضيح بسيط يا شيخ؛ هذه الانتخابات تجري في ظل الاحتلال، والأمريكان موجودون؟

سماحة المفتي: أنا لم أقل أن من دخل سيقلب الموازين؛ أنا أقول أن أهل الخير بنواياهم الصادقة إذا دخلوا سيكون لهم نصيب بتوفيق من الله.

أدخل وساهم في الخير، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. المسلم الصادق بنيته وعزيمته يجعل الله له تأييدا ومحبة في القلوب ويصلح الأخطاء ويساهم في الخير، وليس المهم أن أصلح كل الأشياء؛ لكن أسعى في الخير جهدي؛ فإذا توافرت الجهود من هنا وهنا وهنا؛ نفع الله بذلك.

قال السائل: طيب يا شيخ؛ هم لهم أربع سنوات؛ لم يغيروا أي شيء؟ أليس الأفضل أن يجلسوا في بيوتهم ولا ينصب على رقابهم الروافض؟

انظر إلى النوايا الطيبة، والمستقبل الزاهر، إن شاء الله؛ اجعل القصد والهدف هو أن هذا الإنسان دخل لعل صوته يكون له شأن مدو، ينفع الله به ويزاحم غيره.

المسلم يدعو إلى الله على قدر استطاعته وعلى قدر جهده؛ تحقق الأمر أو لم يتحقق.

المهم أن يعلم الله منه أنه سعى في الخير جهده، سعى ليحقق أملا، وإذا صلحت نيته؛ فبالنية يبلغ المسلم مبالغ عظيمة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

الفتوى 7:

الترشح سبيل مشروع للإصلاح إلى جانب العمل الدعوي وهو وسيلة وليس غاية:

قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في كتابه [الكتاب والسنة يجب أن يكونا مصدر القوانين في مصر؛ ص 40 – 41]

“وإذ ذاك (أي في حال تعذر تطبيق الشريعة) سيكون السبيل إلى ما نبغي من نصر الشريعة؛ السبيل الدستوري السلمي:

أن نبث في الأمة دعوتنا ونجاهد فيها ونجاهر بها، ثم نصاولكم عليها في الانتخاب، ونحتكم فيها إلى الأمة.

ولئن فشلنا مرة فسنفوز مراراً، بل سنجعل من إخفاقنا -إن أخفقنا- في أول أمرنا؛ مقدمة لنجاحنا بما يحفز من الهمم ويوقظ من العزم…

فإذا وثقت الأمة بنا ورضيت عن دعوتنا واختارت أن تحكم بشريعتها طاعة لربها، وأرسلت منا نوابها إلى البرلمان؛ فسيكون سبيلنا وإياكم أن نرضى وأن ترضوا بما يقضي به الدستور، فتلقوا إلينا مقاليد الحكم كما تفعل الأحزاب إذا فاز أحدها بالانتخاب.

ثم نفي لقومنا -إن شاء الله- بما وعدنا، من جعل القوانين كلها مستمدة من الكتاب والسنة”اهـ

الفتوى 8:

مشاركة المسلم في الانتخابات مع غير المسلمين في البلاد غير الإسلامية:

أصدر المجمع الفقهي قرارا في موضوع “مشاركة المسلم في الانتخابات مع غير المسلمين”؛ هذا نصه:

“الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد؛

فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته التاسعة عشرة المنعقدة بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في الفترة من 22ـ27 شوال 1428هـ التي يوافقها: 3ـ8 نوفمبر2007م قد نظر في موضوع: ” مشاركة المسلم في الانتخابات مع غير المسلمين في البلاد غير الإسلامية”.

وهو من الموضوعات التي جرى تأجيل البت فيها في الدورة السادسة عشرة المنعقدة في الفترة من 21ـ26 شوال 1422هـ لاستكمال النظر فيها ..

وبعد الاستماع إلى ما عرض من أبحاث، وما جرى حولها من مناقشات ومداولات؛ قرر المجلس ما يلي:

مشاركة المسلم في الانتخابات مع غير المسلمين في البلاد غير الإسلامية من مسائل السياسة الشرعية التي يتقرر الحكم فيها في ضوء الموازنة بين المصالح والمفاسد، والفتوى فيها تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال.
يجوز للمسلم الذي يتمتع بحقوق المواطنة في بلد غير مسلم المشاركة في الانتخابات النيابية ونحوها لغلبة ما تعود به مشاركته من المصالح الراجحة؛ مثل: تقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام، والدفاع عن قضايا المسلمين في بلده، وتحصيل مكتسبات الأقليات الدينية والدنيوية، وتعزيز دورهم في مواقع التأثير، والتعاون مع أهل الاعتدال والإنصاف لتحقيق التعاون القائم على الحق والعدل، وذلك وفق الضوابط الآتية:
أولاً: أن يقصد المشارك من المسلمين بمشاركته الإسهام في تحصيل مصالح المسلمين، ودرء المفاسد والأضرار عنهم.
ثانياً: أن يغلب على ظن المشاركين من المسلمين أن مشاركتهم تفضي إلى آثار إيجابية، تعود بالفائدة على المسلمين في هذه البلاد؛ من تعزيز مركزهم، وإيصال مطالبهم إلى أصحاب القرار، ومديري دفة الحكم، والحفاظ على مصالحهم الدينية والدنيوية.
ثالثاً: ألا يترتب على مشاركة المسلم في هذه الانتخابات ما يؤدي إلى تفريطه في دينه.

والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه”اهـ .

ومن تأصيلات العلماء التي توافق ما استند عليه المجمع الفقهي؛ قول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله؛ وهو يعدد ما يستنبط من قصة شعيب عليه السلام وقول الله تعالى:

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)} [هود: 84 – 95]

قال السعدي رحمه الله:

ومنها أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئا منها وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم أو أهل وطنهم الكفار كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين لا بأس بالسعي فيها بل ربما تعين ذلك لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان.

فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان أولى من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية وتحرص على إبادتها وجعلهم عملة وخدما لهم.

نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين، ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة والله أعلم”اهـ

[تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (1 / 389)]

سبحان الله؛ هذا هو الفقه في كتاب الله، وهو مقام الأئمة الربانيين، وإنما يحققه الطالب بفضل الله وتوفيقه بإدمان التحصيل الجاد والممنهج، مع صفاء النفس وسلامة السريرة وإدراك يفتح الله به من عنده ..

وهو فقه لا يستوعبه بعض طلبة العلم، لعمق غوره وبعد مداركه، لكن في جميل الأدب ما يسد خلل العلم، وفي مكارم الأخلاق ما يقي من موارد الشقاق، أسأل الله من فضله ..

الفتوى 9:

وجوب انتخاب الأكفاء:

قال الشيخ محمد بن العربي العلوي رحمه الله: “إن واجبنا يحتم علينا أن تنتخب الأمة الممثلين الذين يرعون حقوق الشعب ويعرفون بالنزاهة وبالكفاءة وبالإخلاص”اهـ.

كتاب “المناضل شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي؛ حياته وجهاده” (ص: 48).


 

المصدر

9 فتاوى لكبار العلماء و المراجع العلمية حول حكم التصويت في الإنتخابات على الأخف ضررا و الأجلب للمصلحة (حتى لا نسمع تكفير…

Posted by ‎عصام بوافي‎ on mardi 18 août 2015

عن La Perle Rose