!! حالة أرق

الساعة الآن الثالثة والنصف صباحا

النوم جافاني، ذهني مضطرب لا يكاد يستقر على فكرة أو خاطرة

بين كتابتي لكلمة و أخرى تمر دقائق غير معدودة، لا أدري لم أكتب حتى. لعله فقط رد فعل لتشويش ذهني عساي أعرف ما يدور فيه. إن للكتابة عادة منفعة بليغة في تهدئة البال وترتيب الخواطر.

لكن والحق يقال، تضطرب الأفكار في أغلب الأحوال عندما نرفض أو نعجز مواجهة ما يعترضنا من أمور، فنتسلى بتجاهلها وتنحيتها جانبا كأنها بذلك ستختفي أو تؤول إلى زوال.

لكنها هناك، لا تختفي و إن تخفّت، بل تتراكم شيئا فشيئا حتى تغدو ضخمة عصيّة على الإخفاء، بل تمثُل شاخصة أمام ناظريك طوال الوقت، فتربكك، و توتّرك، ليس هذا فقط ! وإنما تبلغ بها الوقاحة حدّ حرمانك من النوم … كما هو الحال الآن معي !

لكن، لأكن صريحا مع نفسي، هذا لن يجديني نفعا ولن يقرب إلي بعيدا ولن يشفي لي غليلا. فلم لا أنام! لم لا أغمض جفني وأريح عقلي ؟ لم لا أقول كما قال أخو كُليب حين جاءه نعي أخيه: لا صحو اليوم، ولا شرب غداً، فاليوم خمر وغدا أمر … لم لا أستمتع باللحظة الآنية فارغا مرتاح البال وأنا أعلم أن ما يشغل بالي ليس لي إليه من سبيل الآن.

لم؟ ولطالما ردّدت وكنت مقتنعا أن لِلإرادة كامل السيطرة على النفس وميولاتها، أم أن النفس غير القلب ؟

الساعة الأن الرابعة و عشرون دقيقة، صباحا !

كل ما أستطيع أن أجزم به الآن هو أن الكتابة لم تكن ذات نفع ذي بال، لم تهدئ خاطري ولا أعانتني على ترتيب أفكاري! بل أجّحت أشجاني وأولعت أشواقي،  فيا واسع الكرم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ويسر لي أمر كله وارزقني من حيث لا أحتسب.

آآآآآميــــــــــــــــن

إمضاء: هو

 

عن La Perle Rose