الرئيسية » اللؤلؤة الداعية » مختارات » حول مشروعية قتل من سب الرسول

حول مشروعية قتل من سب الرسول

سب_الرسول

لايستقيم لمن يرفض أي مراجعة للتراث ويستصنمه أن يندد بما وقع في فرنسا وأن يتبرأ منه….

قلت لأحدهم: كيف تستنكر أحداث باريس وقد نص كثير من السابقين على مشروعية قتل من سب الرسول…. قال: يا لقلة اطلاعك وسوء فهمك…. ما بالك لا تفرق بين حكم الفعل وبين من ينفذه…. فالقول بمشروعية قتل الشاتم لا يبيح للأفراد السعي إلى ذلك ولا تنفيذه بأنفسهم…. وإنما ذلك لولي الأمر صاحب القوة والسلطة….

فقلت : فعلا يا لسوء فهمي وقلة بضاعتي….

أنا فقط قرأت شيئا مما استدلوا به فوقفت على ما رووا عن ابن عباس أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر قال فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ المغول ( المغول بالغين المعجة وهو السكين ) فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال ” أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام ” قال فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ألا اشهدوا أن دمها هدر ” .

وعن علي رضي الله عنه : ( أنَّ يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه , فخنقها رجلٌ حتَّى ماتت , فأبطل –أي أهدر – رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها ) رواه أبو داود…

فربما لا أجيد الفهم.. لكنني فهمت بلغتي العربية الضعيفة من هذين النصين جواز قتل الساب من أي أحد من المسلمين…. فكيف وقد عدت لكلام أحد الأئمة المشهورين في تخريج الحديثين فوجدته يقول في الجواب عن هذين النصين:

الوجه الثاني : : أن ذلك أكثر ما فيه أنه افتئات على الإمام ، والإمام له أن يعفو عمن أقام حدا واجبا دونه .
الوجه الثالث : أن هذا ، وإن كان حدا ، فهو قتل حربي أيضا ؛ فصار بمنزلة قتل حربي تحتم قتله ، وهذا يجوز قتله لكل أحد …
الوجه الرابع : أن مثل هذا قد وقع على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، مثل المنافق الذي قتله عمر بدون إذن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما لم يرض بحكمه ، فنزل القرآن بإقراره ، ومثل بنت مروان التي قتلها ذلك الرجل ، حتى سماه النبي صلى الله عليه وسلم ناصر الله ورسوله ؛ وذلك أن من وجب قتله لمعنى يكيد به الدين و يفسده ، ليس بمنزلة من قتل لأجل معصيته من زنا و نحوه …..)

فهل يحق لي بعد هذا أن أستنكر إدانتك لحادثة فرنسا؟…..

أما أنا فحين أستنكر ما وقع بباريز … فلأن الدماء المعصومة لا تهدر أبدا بخبري آحاد ولأنني أدعو دوما وسأظل أدعو لمراجعة التراث بما يتوافق مع قيم الإسلام ومبادئه وبما يتلائم مع واقع المسلمين ومصالحهم المشروعة…..

فما قولك في قلة فهمي؟

عن La Perle Rose