الرئيسية » هـــــي » زواج لأكثر من خمسين 50 سنة

زواج لأكثر من خمسين 50 سنة

أدعو الله ألا يطول هذا المنشور للدرجة التي تدفع معظم الناس لحفظه للقراءة لاحقا (ومن ثم عدم قراءته أبدا) بدلا من قراءته الآن

استغرقت بعض الوقت في مشاهدة عدة مقاطع فيديو عن “أسرار استمرار الزيجات لمدد طويلة”، وفيها لقاءات مع الأزواج الذين استمروا سويا لأكثر من 50 سنة (كانت هناك حالتان استمرت كل منهما لمدة 83 سنة).. انظر آخر المقال لرؤية الفيديو

مع كل مقطع ومع كل زوجين بدأ المبدأ الأساسي لكتاب “الحوارات الحاسمة” يعود إليّ من الذاكرة إلى أن ظهر أمامي واضحا، وشعرت بأنه يعطي إطارا واضحا وتفسيرا لبعض إجابات المشاركين في اللقاءات، فعملت على تكوين سياق متصل أشبه بالحكاية ليكون الموضوع شيقا أكثر، وضمنت فيه مقومات نجاح الزواج التي ذكروها بالإضافة إلى طريقة المصارحة من الكتاب.

سؤال نسمعه من الشباب: لماذا لا يكون الزواج سعيدا هانئا دون مشاكل في الأساس؟ هل يجب أن تكون هناك مشاكل؟

هذا لأن الزواج -شأنه شأن كل العلاقات الإنسانية- يعني التعامل المستمر والمتكرر بين اثنين غير متطابقين، هناك اختلاف في نشأتيهما وفي شخصيتيهما وفي مخاوفهما وفي آمالهما وفي سلوكياتهما وفي طباعهما، وكلما زاد الاحتكاك زادت المواقف التي تسبب الضيق والانزعاج ثم الغضب ثم الإحباط ثم الهجوم أو الانسحاب (وكل من التصرفين أسوأ من الآخر).

تبدأ العلاقات الصحية بالتغافل وعدم التدقيق على كل صغيرة وكبيرة، ورغم أن هذا صعب التطبيق لدى الكثير من صغار السن (وقد كان صعبا عليّ) إلا أن إدراك أهميته مبكرا من شأنه أن يقلل من أوقات الحزن والتعاسة والاكتئاب، خاصة عندما يدرك الشاب أن زوجته لا تقصد تقليل احترامه أو فرض رأيها في 90% من المواقف التي تخطئ فيها أو تخالف طلبه (التفاصيل في التعليقات)، أما إذا ظهر الخلاف وحدثت المشكلة فلنستكمل الخطوات فيما يلي..

تلعب المصارحة/الحوار (talking it over) دور البطولة في الزيجات الناجحة، ولا بديل عنها، لأن الكتمان والصمت -مهما كان الدافع: النبل أو معرفة عدم وجود جدوى أو خوفا من التعبير الخاطئ عن الغضب- لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة تحت الجلد وتراكم المشاعر السلبية ولا مفر من أن تأتي اللحظة التي يحدث فيها الانفجار أو الانسحاب النهائي..

** منشور فرعي من منشورات العام الماضي **
واجه.. صارح.. فضفض.. اتكلم..
صرّخ..
مهما ده كان صعب عليك..
ومهما كان رد الفعل..
لأن البديل انك تنفجر
في الوقت الغلط
مع الشخص الغلط
للسبب الغلط !
** انتهى المنشور الفرعي **

وعلى سيرة الوقت، أسوأ أوقات المصارحة بشأن ما يضايقك هو وقت حدوث ما يضايقك، وأفضل أوقات المصارحة هو الوقت الذي بسألك فيه شريك حياتك عما يضايقك ويكون صادقا في رغبته في إسعادك، بعده في الترتيب الوقت الذي يكون فيه مرتاحا متحررا من الضغوط.

لكن المصارحة نفسها تحتاج إلى حماية، فمن الممكن أن تتحول إلى شجار ومن الممكن أن تؤدي إلى انسحاب أحد الطرفين إذا ووجه بعدم احترام أو لا مبالاة، وهنا يأتي دور “الحارسين الشخصيين” للمصارحة، وإذا فشل أحدهما في مهمته فسيكون على “طبيب” المصارحة التدخل.

أثناء الحوار يجب أن يكون هناك هدف مشترك واضح للطرفين، هذا هو الحارس الشخصي الأول للحوار. الهدف المشترك هو الالتزام تجاه الزواج وتجاه الآخر (commitment)، وينبع من فهم الزوجين لقدسية رباط الزواج الذي شرعه الله تعالى، وللحقوق والواجبات المترتبة عليه، ورغبة كل منهما في إنجاح الزواج والاستمرار به، هذا الشعور هو حجر الأساس بالتأكيد..

أما الحارس الشخصي الثاني فهو الاحترام، وله مقومات كثيرة أهمها تقدير الطرف الآخر، والتماس الأعذار، والاعتراف بالحياة الشخصية للآخر بما في ذلك صداقاته واهتماماته، إلى آخر هذه المبادئ.

تظل المصارحة فعالة ما دام الهدف المشترك والاحترام موجودين في حمايتها، أما إذا حدثت مشكلة أثناء الحوار بسبب نسيان أحد الطرفين للهدف المشترك تحت تأثير المشاعر السلبية، أو إفلاته لزمام الأخلاق السيئة وتقليل الاحترام، فعندها يتدخل الطبيب: الاعتذار.

لا يكون الاعتذار اعتذارا إذا لم يكن صريحا ومباشرا ومقرّا بالخطأ ومعترفا به، ولا يكون الاعتذا اعتذارا إذا لم يكن صادقا ونابعا من رغبة حقيقية في إصلاح الخطأ الذي أساء للآخر، فإذا استوفى هذين الشرطين لم يكن أمام الآخر إلا قبول الاعتذار مهما كانت سيطرة المشاعر السلبية نتيجة الخطأ الذي حصل، وإلا لحدث لهما مثل ما حدث لأبي قردان والبطة (سأحكيها في التعليقات).

تنتهي المصارحة بالاعتذار أو فهم أفضل لوجهات النظر أو البدء في البحث عن حلول وسيطة، وكل من هذه النهايات الجميلة يتطلب التنازل، التنازل عن الكبرياء الشخصي، والتنازل عما هو معتاد ومريح بالنسبة للشخص.

ما سبق ليس دعوة للحياة في عالم مثالي، نحن بشر ولن نتوقف عن الخطأ، ما علينا هو أن نسعى لتحسين حياتنا، وأهم الطرق هو أن نتعلم وأن نتلقى من تجارب الآخرين ما ينفعنا.

هذه العناصر: التغافل، المصارحة، الشعور بالالتزام تجاه الزواج، الاحترام، الاعتذار، قبول الاعتذار، التنازل، هذه العناصر هي المقومات الأساسية للزواج الناجح، وفقنا الله جميعا وبارك في بيوتنا وحفظها من كل سوء.

المصدر حساب محمد حسام خضر

عن La Perle Rose

شاهد أيضاً

فلم هندي عمله زوج لزوجته , تابعوا ههههه

نبدأ الفيلم : حدثنى احد المتزوجين القدامى (من امضوا اكثر من عشر سنوات زواج) انه ...