الرئيسية » أمتي » عام 2011 و 2012

عام 2011 و 2012

من 2011 إلى 2012
من 2011 إلى 2012
من 2011 إلى 2012

قد أكون مخطأ وأنا في هذا السن

إن قلت لكم أن سنة 2011 قد جمعت التاريخ الحديث كله

وأنا أدرس التاريخ تسألت مرات عدة

عن سيرورة التاريخ في العالم العربي الذي كان ولوقت طويل جدا متوقفا جامدا لا يتغير

حتى صار العقد فيه لا يختلف عن سابقه ولاحقه وذات يوم تبادر إلى دهني سؤال مهم وهو أن تاريخنا كعرب هل توقف يوم حصلنا على الإستقلال

هل الأفكار التي نادى بها ثلة من المفكرين الذين عاشوا تلك الحقبة من الزمن أمثال قاسم أمين وغيره ممن استلهموا التجارب الأوربية ونادوا بتحرير المرأة وبخروجها إلى سوق الشغل ونزع الحجاب عنها واعطائها الحرية التامة هي السبيل الوحيد لتقدم الشعوب

أجابت الشعوب بلا … التقدم لا ينحصر في هذه المعطيات البعيدة كل البعد عن الحقيقة الخفية

التقدم يشمل كل نواحي الحياة ويحتاج إلى تضحيات من رجال أكفاء تغمرهم الوطنية ولا تغريهم المناصب يرون مصلحتهم الخاصة هي المصلحة العامة

كيف دخلت سنة 2011 التاريخ

ذات يوم وأنا أتابع الأخبار سمعت أن هناك احتجاجات في مدينة سيدي بوزيد

ضننت للوهلة الأولى أنها في المغرب لكن سرعان ما علمت أنها في تونس لم اعر اهتماما للخبر قط قلت وما الجديد في ذلك لن يمر يوم أو يومان حتى تخمد هذه الإحتجاجات كسابقاتها

لم أتخيل لوهلة أن هذا الخبر الصغير هو الشرارة والزفرة الأولى لمخاض الأمة العربية التي لطالما انتظرت هذا المولود بشوق

من قال أن هذه المدينة الصغيرة المهمشة قد تزعزع عروشا ظلت تغرس أطرافها في أعماق الأرض لمدة طويلة تحسبا لهذا اليوم فكما قال الشاعر”إن معظم النار من مستصغر الشرر”

تناسيت الخبر ما يقارب الشهر لكن احساسي ذات يوم ألح علي أن أشعل التلفاز اخترت قناة اخبارية فجأة رأيت الأخبار خول تونس مكثفة تابعت الى أن سمعت خبر هروب جبان تونس وشينها في ذلك الوقت أحسست احساسا مختلفا رغم أني لست تونسيا

سنة 2011 علمتني دروسا كثيرة في الحياة بالرغم من كوني لا أزال صغير السن لم يأكل مني التاريخ بعد ولم يشرب

تعلمت في هذه السنة أن كل شيء مهما استحال ممكن وأن الأحلام مهما صعبت تلين وتتحقق أمام قوة الحالمين

والسؤال الذي يجب علي أن أجيب عنه سنة 2012 هو هل في وسعنا أن نسير إلى الأمام ونصنع لأنفسنا مكانا نرقى به بين الأمم فعلا لا قولا أم أننا سنغرق في فوضى وأنانية الإيديولوجيات التي أصبح كل واحد يدمج نفسه في إحداها متناسيا أن الوطن للجميع وأن أحفادنا لن يفتخروا بنا لأننا لم نكن في مستوى الظرفية ولم نترك لهم ما يدعوا للإفتخار ,

بقلم Idgar Ragi عن صفحة ماروك أنسوليت

عن Le Trésor Rose