الرئيسية » خواطر » بعد منتصف الليل » السعادة ليست محطة

السعادة ليست محطة

كثير منا سبق وأن سمع أن السعادة ليست محطة أو وجهة نرسو إليها بعد ان كابدنا المشاق و العقبات للوصول لكنها هي الطريق، هي الحياة التي نحياها يوما بيوم.
من منا لم تسمع بهذا ؟ لكن كم منا فكرت مليا فيه وخصصت بعضا من وقتها لتفكر في مناحي حياتها و تتأمل في حياتها وصعوباتها وفي آمالها وأحلامها ثم آلامها و إخفاقاتها. ثم تستحضر أمام عينيها أن كل ذلك هو الحياة، وأن حلوها ومرها ماهو إلا بهارات لطعمها الأصيل. فتبتسم و تنظر لكل نظرة المؤمن فتعلم أن حلو الحياة ومرها هو اختيار رباني، أفلا نفرح لما اختاره الله لنا وهو أرحم بالعبد من أمه ؟
كيف لا أطمئن و أهنأ بالا و أنا أعلم علم اليقين أن كل شيء في هذا الكون الفسيح لايكون إلا بعلم و إرادة الرحمان الرحيم ؟ كيف أخشى سطوة مخلوق بعد هذا و أنا مؤمنة أن منتهى قدرته و سطوته أن ينفذ مراد الله في : 🙂 ؟
يقول رسول الله

عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ.

فابتسمي أختي في أمرك كله و اسعدي بحياتك وواجهيها بالإبتسامة على كا حال.

السعادة
إن ما أقوله لنفسي ولك الآن على بداهته نغفل عنه كثيرا وننساه ليس عن جهل و ليس عن قلة إيمان بل نغفل عن كل هذا في خضم مشاكل الحياة و همومها. ألا تحسين أنك غرقة وسط حياتك فتشعرين كأنك تتختنقين رغم أنك تتنفسين وصدرك يعلو ويهبط؟ تحسين بوطأة الحياة وسرعتها كان رأسك مغمورة في دلو من الماء و أنت تصارعين من أجل شهقة نفس واحدة ! نعم لست الوحيدة 🙂
الصلاة محطات يومية لكي تخرج رأسك من الدلو وتتصل بالخالق وتشحن نفسك بالمعاني الربانية الإيجابية، لكنها حتى هي أصبحت حركات ميتة من دون روح. فبادري إليها أختي وأحييها لعل الله يحبي بها قلوبنا.
واجعلي لنفسك خلوة لترتيب أوراقك واجعليها فرصة لتستشعري نعم الله عبيك فذلك مدعاة لشكرها.
الخلوة مهمة فزيادة على استشعار فضل الإله على العبد هي مناسبة لكي يقيم الإنسان نفسه و ينتقد أفكاره وتصرفاته ثم يعيد النظر في إنجازاته و أولويات حياته.
فاللهم وفقنا لرضاك والجنة ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
آميييين 🙂

عن La Perle Rose